الجمعة، أكتوبر 22، 2010

من روائع أشعار محمد المكي في ذكرى ثورة 21 إكتوبر 1964م السودانية

ذكرى ثورة 21 إكتوبر 1964م السودانية

للشاعر الفذ: محمد المكي إبراهيم

مع جزيل الشكر للأستاذ أمين أوشى الذي أرسلها لي عبر البريد

ملحوظة: قمت بإدخال تاريخ 21 اكتوبر في محركات البحث فقادتني الي جميع الأحداث في هذا اليوم عبر التاريخ بل وحتي البالغة التفاهة منها غير أني لم أجد أي ذكر لهذا الحدث العظيم . إن كان ثمة شكوي فلنوجهها لآنفسنا فإحتفاؤنا بتاريخنا منعدم ووجودنا في الشبكة ضيئل

 

النشيد الأول للطلبة

مَنْ غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصرْ
من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسِّير
من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياةِ القادمةْ
جيل العطاءِ المستجيش ضراوة ومصادمةْ
المستميتِ على المبادئ مؤمنا
المشرئب إلى النجوم لينتقي صدر السماءِ لشعبنا
جيلي أنا...

هدم المحالاتِ العتيقة
وانتضى سيفَ الوثوقِ
مُطاعنا
ومشى لباحات الخلودِ عيونهُ مفتوحةٌ
وصدوره مكشوفةٌ
بجراحها متزينة،
متخيِّراً وُعر الدروب.. وسائراً فوق الرصاص
منافحا

جيل العطاءِ لك البطولاتُ الكبيرةُ
والجراحُ الصادحة
ولك الحضورُ هنا بقلب العصر
فوق طلوله المتناوحة
ولك التفرّد فوق صهوات الخيول روامحا

جيل العطاءْ لعزمنا
حتماً يذلُّ المستحيل .. وننتصرْ
وسنبدعُ الدنيا الجديدةَ وفقَ ما نهوى
ونحمل عبءَ أن نبني الحياة ونبتكرْ

النشيد الثاني : للأربعاء 21 أكتوبر

 

بالأربعاء طبولنا دقَّت وزوبعتِ الفضاءَ

صيحاتنا شقَّت جدار الليل
واقتحمتْ فناءه
وتحدَّرتْ ناراً بآذان الطغاة
العاكفين على الدناءه
الخائنين السارقين القاتلين..
الحاسبين الشعب أغناماً وشاء .

بالأربعاء هتافنا شدخ السماء
حفَّت بموكبنا بطولاتُ الجدود
تزيد عزمتنا مضاء
وتقاطر الشهداء من أغوار تاريخ البلاد
مهللين مباركين نضالنا

بالأربعاءِ الرائعة
نصبوا بروج الموت فوق الجامعة
وتفجر الغاز البذيء على العيون مدامعاً
وتوحَّش البارودُ ،
لعلع في الجباه وفي الرئات وفي الصدور..

في لحظة الغدر الذميم تينبعتْ من خلفنا
زُمَرُ الزغاريد التي صدحت بها أخواتنا
فتسوَّختْ قدمُ الكفاح على لهيب المعركة
ثبَّتن أقدام الكفاح على لهيب المعركة
الدمُّ يرخص
والرئات لتنشوي
لن تنثني خطواتنا المتشابكة

الأربعاء على جبين الدهر
لؤلؤة
ومتكأ انتصار
زغرودةٌ تحمي ظهور الثائرين
وكأسُ  أفراحٍ  تُدار.
يا غرسة المجد الطويل
على مصاريع  النهار
فلتسمقي جِذعاً وتزدهري بأمجاد الثمار
ولتبقِ راية ثائرين
وملتقى متسامرين
ودوحة أفياؤها مجدٌ وخضرتها فخار..

النشيد الثالث : للقرشي

وكان في قريته الذرة
مثقلةُ الأعواد بالثِمار
والقطن في حقولها منوِّرُ
ولوزه نضار.
وكان في العشرين لم يرَ
ألفاً من الشموس مقبلة
ولم يعش هناءة الزفاف
ولم يكن في فمه أكثر من هتاف
ولم يكن في يده أكثر من حجر
وكان في المقدمة
على خطوط النار والخطر
فجندلوه بالرصاص دامياً منتفضاً
وفي أكفَّ صحبه قضى

تعطَّر الثرى بدمه وأختلج التراب
أجفل صبحٌ قادم وشاب
إنفلق الليل إلى ضفيرتين
وقفَّ شَعْرُ النجم والأجـنة
هبت عليه بالرضا رياح الجنَّة
تصاهلت خيول المركبة
واصطفقت أجُنحُها المرحِّبة
وهكذا ...
على وسادة من الريش الوثير
تصاعدت إلى النعيم روحه الزكية
إلى الخلود بطلاً وثائراً
وقائداً رعيل الشهدا
ورمز إيمان جديد بالفدا
 وبالوطن

النشيد الرابع للثورة

لفُّوه في علم البلد
ودَّثروه بحقدها وعويلها
بتأجج الغضب المقدس فوق تربتها
وعبر سهولها
بشموخ وثبتها إلى الحرية الحمراء تقطر بالنجيع
وتدفقوا متظاهرين محطمين العار والذل الطويل
وكل ألوية الخنوع
لا البطش يرهبهم ولا الموت المحدق بالجموع :
"لن تفلت الأفعى وإن حشدتْ أساطيل الجحيم
 وحصَّنت أوكارها"

الثورة الشعبية الكبرى تغذتْ بالدماء واضرمتْ
فوق المآذن نارها
النصر في أعقابها يسعي
وسحق الخائنين شعارها
والمجد حفِّ بها
وباركت البلاد مسارها

ويلٌ لهم من غضبة الحق الأنوف
وثورة الشعب الجليلة ..
ستظل وقفتنا بخط النار رائعة طويلة
سنعلِّم التاريخ ما معنى الصمود
وما البطولة
سنذيقهم جرحاً بجرح ..
ودماً بدم
والظلم ليلته قصيرة.

النشيد الخامس : للانتصار

باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني
الحقول اشتعلت قمحاً
وعداً وتمني
والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي

باسمك الشعب انتصر
حائط السجن انكسر
والقيود إنسدلت
جدلة عرسٍ في الأيادي

كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل
كان خلف الصبر والأحزان يحيا
صامداً منتظراً
حتى إذا الصبح أطل
أشعل التاريخ ناراً واشتعل

كان أكتوبر في وقفتنا الأولى
مع المك النمر
كان أسياف العُشَر
ومع الماظ البطل
وبجنب القرشي
حين دعاه القرشي
حتى انتصر

    اسمك الظافر ينمو
في ضمير الشعب إيمانا وبشرى
وعلى الغابة والصحراء يمتد وشاحا
وبأيدينا توهجت ضياء
وسلاحا
فتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبراً
سندق الصخر
حتى يخرج الصخر لنا
زرعا وخضرة
ونرودُ المجد
حتى  يحفظَ الدهر لنا اسما وذكرى.

النشيد السادس للشعب

إنني أومن بالشعب،
حبيبي وأبي
وبأبناء بلادي البسطاء
وبأبناء بلادي الفقراء
الذين اقتحموا النارَ
فصاروا في يد الشعب مشاعل
والذين انحصدوا في ساحة المجدِ
فزدنا عددا
والذين احتقروا الموت
فعاشوا أبدا

 ولأبناء بلادي سأغني
للمتاريس التي شيَّدها الشعبُ
نضالا وصمودا
ولأكتوبر مصنوعا من الدمِّ
شهيدا فشهيدا
وله لما رفعناه أمام النار
درعا ونشيدا
 وله وهو يهز الارض من أعماقها
بشرى وعيدا.
•    

 فلتكن عالية خفاقة رايةُ أكتوبر فينا
ولتعش ذكراه في أعماقنا
حبا وشوقا وحنينا
وليكن منطلق الشعبِ
لإيمان جديد بالفدا
ولإيمان جديد بالوطن.

Posted via email from smdirar's posterous

ليست هناك تعليقات:

المتابعون