الأحد، فبراير 06، 2011

هل سيلعب النظام المصري بورقة المهدد الخارجي لوأد الثورة

 

يومان وتكمل الثورة الشعبية في مصر إسبوعها الثاني وهي لا تتزحزح عن هــــدفها المعلن وهو الإقتلاع الكامل لنظام مبارك وإستبداله بنظام جديد يقوم علي مبادئ اليمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية.

من ناحية أخري فإن النظام لم يقم بأي خطوة جدية تحو التغيير المنشود أو بناء قدر معقول من المصداقية يعضد الوعود بتحقيق مطالب الثوار وإن كان يقدم بعض التنازلات الشكلية والتي يحرص علي بثها خلال ذروة مشاهدة التلفزيون القومي مساءاً وما إن ينقشع النهار حتي يفصح عن إفعال تكشف عن إصراره لوأد الثورة في مهدها ولهذه الغاية لعب النظام بكثير من الأوراق بعضها عاطفي وبعضها سياسي وجلها أمني يمس أمن مصر ومقدراتها الإقتصادية والتأريخيةغير أن كافة نصاله  تكسرت إمام اصرار الثوار وإستعدادهم لمزيد من االتضحيات وذكائهم الحاد بعدم الإستجابة لكافة محاولات الإلتفاف حول مطالبهم.

  يعرف عن الشعب المصري ميله الشديد للتضامن والتعاضد بين كافة مكوناته وإستبساله لصد   أي مهدد خارجي لكيانه الوطني. الآن والنظام المصري تضيق عليه الحلقات هل يا تري سيسخدم ورقة التهديد الخارجي لتضمن له عودة للحياة كالسلمند من تحت النار وذلك بإفتعال مهدد خارجي.

 لنستعرض الدول المجاورة لمصر ونقيم إحتمال إشتراكها مع النظام المصري في مثل هذه اللعبة من نواحي (1) علاقتها بمبارك ونظامه (2) موقفها من التحول الديموقراطي عموماً وفي مصر خاصة (3) وجود مبرر كاف للتهديد المفتعل (4) مقدرة الدولة المشتركة في إفتعال الإعتداء علي تحمل تبعات اللعبة.

أولاً: إسرائيل وعلاقتها بمبارك ونظامه تعتبر مثالية بالنسبة لأمنها ومطامحها في تصفية القضية الفلسطينية بحيث يصعب أن تجد بديلاً يضاهيه أما بالنسبة لموقف إسرائيل من التحول الديمقراطي ليس في مصر وحدها بل في كافة الشرق الأوسط فقد أعلنته بوضوح سافر علي لسان رئيس وزرائها بنامين نتياهو خلال الأيام السابقة ثم وبصورة أكثر عرياً علي لسان رئيس جهار مخابراتها (الموساد) في مقابلته المطولة مع القناة الفرنسية الناطقة بالإنجليزية (France 24) عشية جمعة الرحيل حيث قال ان التجارب أثبتت عدم تمكننا من التعامل (تقرأ السيطرة والإحتواء) علي الأنظمة الديموقراطية في الشرق الأوسط (مشيراً الي لبنان ) بينما هي تتسم بالتفهم والسلاسة مع الأنظمة غير الديموقراطية )إستخدم كلمة  Monarchs  الإنجليزية ).

من ناحية المبرر لافتعال المهزلة فقد تكون الإلتفاف لتطويق غزة أو ربما صد إعتداء وهمي من سيناء.

بالنسبة لإسرائيل ـ لاسمح الله ـ لو تمت هذه اللعبة وصادفت انجاز التحول الديموقراطي فإنها ستتحول الي إعتداء حقيقي للضغط علي النظام الجديد وخاصة الجيش المصري.

من ناحية تحمل التبعات داخلياً فلن يؤثر كثيراً علي حكومة نتنياهو الحالية في حالتي الإعتداء والتراحع أما خارجياً فإن غسرائيل اساساً معفاة من أي تبعات من قبل المجتمع الدولي وإن كانت صورتها ستزداد سوءاً امام الراي العام والذي يبدو أنها لا تأبه له كثيراً.

ثانياً : ليبيا والسودان

كليهما ييحتفظ حالياً علاقة حسنة مع مبارك ونظامه شابتها بعض التوتر في فترات سابقة. بالنسبة للنظام الليبي فإن الديموقراطية التعددية تعتبر رجس من عمل الشيطان الأسفيري إجتنابه واجب علي كل عاقل ولم يخفي الرئيس الليبي تذمره من الثورتين التونسية والمصرية علي حد سواء. بالنسبة للنظام السوداني فإن التحول الي الديمواطية كاملة الدسم سيشكل عليه ضغطاً شديداً إذ سيذكي أوار الصراع الموجود أساساً بينه وبين أحزاب المعارضة والقوي الحديثة.

ليبيا تفتقر الي أي مبرر علي أرض الواقع للإعتداء المفتعل ولكن العقيد لا تنقصه خصوبة الخيال والحركات المباغتة ولو بحجة حماية الأمن والإستقرار في أرض الكنانة. النظام السوداني لديه حلايب و مسألة إستعادتها ربما تصلح لهذه الغاية.

أما من ناحية تحمل التبعات فإن الوضع الداخلي لايسمح للنظام في السودان بالخوض في مغامرة كهذه في أقصي شماله وقد فقد للتو كل جنوبه. خارجياً فإن السودان قد يتخوف من أن تتخذ الولايات المتحدة هذا الأمر ذريعة للتنصل من كافة وعودها للنظام لما بعد إتمام الإنفصال السلس للجنوب.

بالنسبة للنظام الليبي فلا توجد ضغوط داخلية ولكنه منذ امد بعيد اعلن توبته النصوح عن أي فعل يجر له التصادم مع المجتمع الدولي والراي العام.

ثالثا: غزة  واللعبة هنا قد تختلف بعض الشئ إذ ربما يكون الإفتعال برمته مركباً لاستبعاد دخول حماس في الصورة.

واخيراً فإنني اعترف إن السيناريوهات اعلاه كلها من سوء ظني بالنظام المصري ولو شاء هذا النظام أن تتطابق حقيقته مع سوء ظني فإنني انصحه بالأتي:ـ

1.    أن يسارع بإخراج اللعبة خلال الثمانية واربعين ساعة القادمة. 

2.    أن يقود الرئيس محمد حسني مبارك بنفسة بصد العدوان الجائر 

 

وأخيراً حمي الله مصر من كل اعدائها ونصر شعبها وأعناهم علي ما بذلوا فيه الدم والشهداء.

 

 

Posted via email from smdirar's posterous

ليست هناك تعليقات:

المتابعون